> > جياكومو والنضال من أجل حقوق ذوي الإعاقة في إيطاليا

جياكومو والنضال من أجل حقوق ذوي الإعاقة في إيطاليا

جياكومو والنضال من أجل حقوق ذوي الإعاقة في إيطاليا بايثون 1754469369

تسلط معركة جياكومو للحصول على معاش الإعاقة الضوء على التناقضات في نظام التقاعد الإيطالي.

في إيطاليا، يجد العديد من العمال المصابين بأمراض تنكسية أو إعاقات أنفسهم في حالة من الجمود البيروقراطي، تحرمهم من حق العمل والمعاش التقاعدي. هذا هو حال جياكومو كاتارسي، وهو موظف سابق في إحدى المؤسسات شبه الحكومية يبلغ من العمر 54 عامًا، ويعاني من نوع نادر من ضمور العضلات. ورغم أهليته لإعادة التوظيف أو الحصول على مزايا، إلا أنه يجد نفسه يعاني من نظام ضمان اجتماعي يبدو أنه يتجاهل احتياجاته.

ولكن كيف يمكن لشخص خدم الدولة أن يجد نفسه في وضع كهذا؟

حالة جياكومو: حق مسلوب

قضى جياكومو قرابة عقدين في خدمة الدولة، حتى عام ٢٠١٧، حين فُصل من العمل نتيجة تسريح جماعي. ورغم تغطيته من قِبل الصندوق الوطني للتأمين الاجتماعي (NASPI)، تقدم بطلب للحصول على معاش عجز كامل، لكن الهيئة الوطنية للتأمينات الاجتماعية (INPS) رفضت طلبه، مُدّعيةً أنه لا يستوفي شروط الفصل بسبب المرض. ومنذ تلك اللحظة، بدأت معركة قانونية، مما أجبر جياكومو على مواجهة نظام يبدو أنه يتجاهل حالته الصحية. هل تساءلت يومًا عن عدد الأشخاص الذين يعيشون ظروفًا مماثلة دون صوت؟

حالة جياكومو ليست حالة معزولة. فكثيرون غيره يجدون أنفسهم في وضع مماثل، عالقين في نظام ضمان اجتماعي أشبه بمتاهة بيروقراطية منه بشبكة أمان. قرر جياكومو التنديد بهذا الظلم بمراسلة صحيفة "إنديبندنتي"، مسلطًا الضوء على تناقضات نظام عامله كموظف خاص عند فصله، وكموظف حكومي عند تقدمه بطلب للحصول على معاش تقاعدي. أليس هذا مفارقة؟

تناقضات نظام الضمان الاجتماعي

تُسلّط قصة جياكومو الضوء على التناقضات الخطيرة في نظام الضمان الاجتماعي الإيطالي. ينصّ القانون على أنه يحقّ لموظفي القطاع العام الذين لديهم اشتراكات لا تقلّ عن خمس سنوات التقدم بطلب للحصول على معاش عجز، ولكن في حالته، رفضت المؤسسة الوطنية للتأمينات الاجتماعية (INPS) هذه الفرصة، مُدّعيةً أن فصله لم يكن بسبب العجز. دفع هذا جياكومو إلى رفع دعوى قضائية، لكنّ محكمة المحاسبات رفضت استئنافه، مُؤيّدةً قرار المؤسسة. كيف يُمكن لقانونٍ حسن النية أن يُمثّل حرمانًا من حقوقٍ لمن هم في أمسّ الحاجة إليها؟

جياكومو، الذي يعاني من اعتلال ديسفيرلين (LGMD2B) والمُصنَّف كشخص معاق كليًا منذ عام ٢٠٠٩، أصبح الآن عاطلًا عن العمل وبدون معاش تقاعدي. هذا الظلم المزدوج ليس مجرد قضية شخصية؛ بل هو مشكلة تؤثر على عدد متزايد من المواطنين الإيطاليين، المجبرين على النضال من أجل حقوق ينبغي ضمانها. كم من قصص أخرى مثل قصة جياكومو لا تزال طي الكتمان؟

مستقبل غير مؤكد والطلب على التغيير

رغم العقبات، لم يستسلم جياكومو. يفكر في الاستئناف أمام المحكمة العليا، مدركًا أن المحاكمة لن تركز على وقائع قضيته، بل على التطبيق السليم للقانون. يبدو أن هذه المعركة ستكون طويلة ومعقدة، لكنها تُمثل أيضًا فرصة لتسليط الضوء على ظلم نظامٍ في أمسّ الحاجة إلى التغيير. ألم يحن الوقت لتُسمِع صوتك؟

قد تُصبح قصته مثالاً يُحتذى به، مما يدفع البرلمان إلى مراجعة لوائح الضمان الاجتماعي، ومواءمة قواعدها مع موظفي القطاعين العام وشبه العام والخاص. وكما تنص المادة 38 من الدستور الإيطالي، لكل مواطن غير قادر على العمل الحق في دعم كافٍ. من الضروري احترام هذه الحقوق وضمانها، حتى لا تبقى قصص مثل قصة جياكومو معزولة، بل تُسهم في تغيير حقيقي في مشهد الضمان الاجتماعي الإيطالي. هل أنتم مستعدون للانضمام إلى هذه القضية؟