المواضيع التي تمت تغطيتها
لنكن صريحين: أصبحت السياحة الجبلية مُتهورةً تمامًا. مع تسجيل ما يقارب 100 حالة وفاة بحلول صيف عام 2025، حان الوقت لمعالجة المشكلة بشكل مباشر. الإحصاءات مُريعة، ومع ذلك يبدو أن الكثيرين ما زالوا يتجاهلون الواقع. ففي كل عام، تجذب جبالنا الرائعة عددًا متزايدًا من المتنزهين غير المُستعدين، والعواقب وخيمة.
حوادث في ازدياد: الأرقام لا تكذب
أفاد فيلق الإنقاذ الوطني لجبال الألب (CNSAS) أنه في الفترة من 21 يونيو إلى 23 يوليو 2025، سُجِّلت 83 حالة وفاة، وهو معدل غير مقبول يقارب ثلاث وفيات يوميًا. ولم يقتصر الأمر على ذلك: ففي أغسطس، ظلت الأرقام مثيرة للقلق بنفس القدر. ولكن من هم هؤلاء الضحايا؟ وفقًا لسيمون أليساندريني من فريق الإنقاذ الجبلي، فإن 3% من عمليات الإنقاذ شملت متسلقين يعانون من أمراض أو سقوط، بينما شملت النسبة المتبقية، والبالغة 44%، أنشطة أخرى. هذا يعني أن نسبة كبيرة من هذه الحوادث يمكن تجنبها لو كان الناس أكثر استعدادًا. وأنت، هل أنت مستعد حقًا لتسلق جبل؟
لكننا لا نتحدث عن الحوادث فحسب، بل إنها مسألة ثقافية بحتة. على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية، شهدت السياحة الجبلية نموًا ملحوظًا، إلا أن تدريب المتنزهين ظلّ راكدًا. من المدهش أن ندرك أن ما يقرب من 4% من رواد الجبال الإيطالية ليسوا أعضاءً في نادي جبال الألب الإيطالي. هذا يعني أنهم يجهلون تمامًا قواعد السلامة وتقنيات المشي. كيف لنا أن نأمل في تحسين الوضع إذا كان الوعي منخفضًا إلى هذا الحد؟
المشهد الحزين للمشي غير المسؤول
الواقع أقل صوابًا سياسيًا: كثيرون يغامرون بتسلق الجبال لمجرد التقاط صور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أدنى فكرة عن طبيعة المشي. ارتداء أحذية رياضية أو قمصان قطنية ليس تصرفًا غير حكيم فحسب، بل هو أيضًا خطير. من يقرر التنزه في الجبال مرتديًا شورتًا، ربما دون حمل لتر ماء، يُخاطر بحياته. الجبال لا ترحم الارتجال. فما جدوى خوض غمار الطبيعة دون استعداد مناسب؟
هذا التهور ليس مشكلة فردية فحسب، بل ظاهرة جماعية. فالجبال تعجّ بمتنزهين غير مُجهّزين، يعتقدون أنهم قادرون على مواجهة أي تحدٍّ دون استعداد كافٍ. ويؤدي نقص التدريب والمعلومات الأساسية إلى زيادة عدد الحوادث، ومع ذلك يبدو أن الناس يواصلون تجاهل هذه التحذيرات. لقد حان الوقت لأخذ رياضة المشي لمسافات طويلة على محمل الجد، ليس فقط كنشاط ترفيهي، بل كمغامرة تتطلب الاحترام والاستعداد. فهل يمكننا حقًا إهمال السلامة؟
الخاتمة: دعوة إلى المسؤولية
في الختام، يُمثل مشهد الحوادث الجبلية المميتة في صيف عام ٢٠٢٥ تحذيرًا واضحًا. كل روح تُفقد هي مأساة كان من الممكن تجنبها. من الضروري أن يبدأ الناس بالنظر إلى السياحة الجبلية ليس كمجرد هواية، بل كمسؤولية. إذا لم نغير عقليتنا، فستستمر الأعداد في الارتفاع، وسيظل خطر الحوادث المميتة قائمًا في جبالنا. ما الذي يمكننا فعله لعكس هذا الاتجاه؟
أدعو الجميع للتأمل: كيف نتوقع الاستمتاع بجمال الجبال إذا لم نكن مستعدين لاحترامها والاستعداد لها كما ينبغي؟ التحدي الحقيقي لا يكمن في مجرد الوصول إلى القمة، بل في القيام بذلك بوعي ومسؤولية. هل أنتم مستعدون لخوض هذا التحدي؟